بنیاد ایران شناسی-موسسة الدراسات الایرانیة

الدراسات الإیرانیة فی مختلف بلدان العالم

فی ألمانیا

ماضی الدراسات الإیرانیة فی ألمانیا

للدراسات الإیرانیة فی ألمانیا ماض مدید ومشرق، إلى درجة أنه یمكن اعتبار الباحثین الألمان من أغزر الباحثین فی الدراسات الإیرانیة، ویمكن اعتبار تألیفاتهم وبحوثهم من أثرى الدراسات الإیرانیة فی العالم.

إن أقدم وثیقة فی العلاقات بین إیران وألمانیا هی رسالة بعثها الشاه إسماعیل الصفوی سنة 1523 م لكارل الخامس إمبراطور ألمانیا والنمسا وإسبانیا، وبعد ذلك نطالع كتب رحلات الرحالة الألمان. ویتسنى القول إن الدراسات الإیرانیة فی ألمانیا بدأت برحلة السائح الإلمانی الشهیر آدام ألیاریوس، وقد كان صدور گلستان لسعدی الشیرازی بترجمته فی سنة 1654 م باكورة الدراسات الإیرانیة فی ألمانیا. بالإضافة إلى ذلك یوجد عدد من كتب الرحلات باللغة الألمانیة حول إیران، تبرز من بینها رحلة كمپفر وكارستون نیبور كمصدر ذی معطیات ومعلومات مهمة حول إیران.

لقد تحولت ألمانیا منذ نهایات القرن الثامن عشر تدریجیاً إلى أحد الأقطاب المهمة فی مجال الدراسات العلمیة والتاریخیة حول إیران، لكن الدراسات الإیرانیة الكلاسیكیة باللغة الألمانیة انطلقت فی مستهل القرن التاسع عشر للمیلاد ببحوث وتألیفات جورج فریدریش غروتفند التی حلّ فیها شفرات الكتابات المسماریة فی ألواح بیستون. ومنذ ذلك الحین وإلى الآن ظل الباحثون والمترجمون الألمان دائماً رواداً فی تطویر الدراسات الإیرانیة ببحوثهم ومؤلفاتهم.

سمات الدراسات الإیرانیة فی ألمانیا

من سمات الدراسات الإیرانیة فی ألمانیا تنوّع الموضوعات فیها. وتشمل هذه الموضوعات مجالات من قبیل البحوث اللغویة وفقه اللغة والآداب والتاریخ والجغرافیا، والأدیان فی إیران قبل الإسلام وبعده، وعلم الآثار والعمارة، وحقول الفن المختلفة، وعلم الاجتماع وعلم الإنسان فی مختلف مناطق الثقافة والحضارة الإیرانیة. یحتل الباحثون الألمان أو المتكلمون بالألمانیة، وقد ظهر معظمهم من بلدان ألمانیا والنمسا وسویسرا، یحتلون الموقع المتقدم الأول بین علماء الإیرانیات فی حقل «اللغات الإیرانیة» و«دراسات علم اللغة»، وتغلب على بحوثهم فی هذا الحقل دراسة اللغات الإیرانیة القدیمة، وتبرز من بین هذه البحوث والدراسات على وجه الخصوص ما أنجزه هوبشمان، ویوستی، وغلدنر، وبارتلمیه، ووولف. ولقد كان ثیودور نولدكه أستاذاً متمرساً تمام التمرّس فی عدد من اللغات الشرقیة، وقدّم أعمالاً قیمة فی الدراسات التاریخیة. من أعماله المهمة كتاب ملحمة الإیرانیین الوطنیة، ترجمة ملف أردشیر بابكان، وترجمة جزء من تاریخ الطبری.

ومن علماء الإیرانیات المشاهیر الآخرین ممن عاشوا خارج ألمانیا یمكن الإشارة إلى جول مول الذی تتمتع الشاهنامه التی أصدرها بقیمة واعتبار خاص. كما یمكن الإشارة إلى ولتر برونو هنینغ المتخصص فی اللغات الإیرانیة والدین الزردشتی، والذی قدّم بحوثاً على جانب كبیر من الأهمیة فی هذه المجالات.

علم الآثار والفن الإیرانی هما أیضاً من الحقول البحثیة الأخرى فی ألمانیا حیث تبرز فیها آثار هرتسفلد كأشهر البحوث فی هذا المضمار. لقد نشر هرتسفلد مجلة من تسعة مجلدات احتوت اكتشافات ومعلومات ثمینة حول شتى مناطق إیران.

من الجهود الأخرى التی بذلت فی ألمانیا وباقی البلدان المتحدثة بالألمانیة یشار إلى الدراسات الإیرانیة الخاصة بالحقبة الإسلامیة، والبحوث العرفانیة، والأدب الفارسی. ومن نماذج هذه الدراسات نذكر هنا إنجازات الباحث الألمانی برتولد اشپولر، والباحثة الألمانیة آن ماری شیمل، وفریتز مایر الخبیر فی الشؤون الإسلامیة السویسری المتحدث بالألمانیة والمتخصص فی العرفان الإسلامی ومترجم أشعار مهستی گنجوی (شاعرة إیرانیة عاشت فی القرن السادس للهجرة).

فی ضوء ما مرّ ذكره، مع أن دراسات مفیدة ظهرت فی ألمانیا والبلدان المتكلمة بالألمانیة فی مجالات فقه اللغة وخصوصاً اللغات الإیرانیة القدیمة، إلا أنه فی مضمار الآداب والعلوم الإنسانیة والعلوم الاجتماعیة لم تتوفر الظروف اللازمة لحد الآن لظهور سیاق متجانس ومتمركز. وهذا ما یصدق على الدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط أیضاً.

أضف إلى ذلك أنه لا توجد فی ألمانیا لحد الآن مجلة تختص فقط بالدراسات الإیرانیة، والدراسات الإیرانیة فی ألمانیا تندرج ضمن موضوعات كلیة أخرى مثل الدراسات الشرقیة ودراسات الشرق الأوسط والدراسات الهندیة - الإیرانیة، والدراسات الإسلامیة والدراسات الآسیویة. طبعاً، تصدر مؤسسة علم الآثار الألمانیة مجلة عنوانها «تقاریر علم الآثار من إیران» تختص بحوثها غالباً بإیران فی الحقبة الإسلامیة.

وتعتبر جامعة فینا فی النمسا، وجامعات غوتینغن، وبامبورغ، وتوبینغن، وهامبورغ، وبون، فی ألمانیا من أنشط الجامعات فی البلدان المتحدثة بالألمانیة على صعید الدراسات الإیرانیة.

فی إیطالیا

ماضی الدراسات الإیرانیة فی إیطالیا

كانت هناك علاقات سیاسیة وتجاریة بین إیران وإیطالیا منذ العهد الأشكانی وإلى الیوم. وتشكل آثار الكتاب الرومان جزءاً مهماً من المصادر القدیمة حول إیران، یمكن من خلال قراءتها تكوین صورة عن ماضی العلاقات بین البلدین.

یعود تاریخ الدراسات والبحوث التی أنجزها الإیطالیون فی شتى میادین الدراسات الإیرانیة إلى زمن تواجد سیاح ورحالة من أمثال ماركو بولو، وبیترو دلاولیه، فی حوالی القرن الثالث عشر المیلادی، ممن دخلوا إلى إیران تدریجیاً وعملوا على تعرف الإیطالیین على أرض إیران وشعبها، والأهم من ذلك على اللغة الفارسیة. لقد فتح التعرف على اللغة الفارسیة باباً جدیداً لعلماء الإیرانیات الإیطالیین من دراسة ومعرفة بلاد قدیمة لم تكن توجد حول لغاتها القدیمة ونصوصها الدینیة معلومات تذكر.

الدراسات الإیرانیة فی إیطالیا

لا یعود ماضی ما یسمّى فی إیطالیا بالدراسات الإیرانیة أو البحوث الإیرانیة، واكتسب فی الزمن الحاضر ملامح أكادیمیة أوضح، لا یعود إلى أقدم من القرن التاسع عشر المیلادی. بتأسیس فرع «اللغة الفارسیة» فی جامعة «تورینو» سنة 1885 م انطلقت حقبة جدیدة من الدراسات الإیرانیة فی إیطالیا. ویمكن اعتبار أیتالو پیتزی مؤسساً لتدریس اللغة الفارسیة فی إیطالیا. لقد كان الوحید التی تولى كرسی الدراسات الإیرانیة فی الجامعات الإیطالیة. ومن بعد پیتزی واصل فریق من علماء الإیرانیات الإیطالیین طریقه وعكفوا على تدریس اللغة والآداب الإیرانیة.

فی الأعوام الأولى من القرن العشرین لم تكن إیران موضع اهتمام كل المستشرقین الإیطالیین، هذا مع أن أساتذة من قبیل كارلو نالینو، وأنطونیو بالیارو، وجوزفه مسینا، وفرانشسكو غابریلی، درسوا النصوص الإیرانیة القدیمة.

كان نالینو یجید اللغة الفارسیة وألّف كتباً حول النصوص البهلویة. وكان بالیارو صاحب بحوث حول اللغات الإیرانیة القدیمة، وقد وضع بمعیة الساندرو بایوزانی كتاباً حول «تاریخ الآداب الفارسیة»، كما وضع مسینا أعمالاً ودراسات حول الدین الزرادشتی.

عموماً كانت الدراسات الإیرانیة فی تلك الأیام أعمالاً فردیة فی الغالب وتابعة لرغبات المتخصصین الشخصیة. وقد استغرق الأمر سنین طویلة حتى تكرست الدراسات الإیرانیة كدرس علمی - بحثی بین سائر الدروس الجامعیة فی إیطالیا.

واستمر حال الدراسات الإیرانیة على هذا المنوال حتى إلى ما بعد منتصف القرن العشرین. بسقوط النظام الفاشی فی إیطالیا وترمیم البنى المادیة والاجتماعیة بعد الحرب، وبانضمام إیطالیا تدریجیاً إلى البلدان الرأسمالیة المتقدمة، ازدهرت الدراسات الإیرانیة وتعززت العلاقات الإیرانیة الإیطالیة التی كانت إلى ذلك الحین فی مستوى منخفض، وانتقلت إلى مستویات ومجالات ثقافیة. وازدادت النشاطات المیدانیة الآثاریة وتضاعفت الكراسی الجامعیة والأساتذة والبحوث الجماعیة. وقد كانت إنجازات الإیطالیین فی مجال الآثار وترمیم الأبنیة والتركات التاریخیة فی إیران إنجازات ملحوظة خصوصاً وأنهم كانوا أصحاب تخصص مشهود فی هذه المجالات خلال القرن العشرین.

كانت معظم الدراسات الإیرانیة التی قام بها الطلیان فی الفترة المعاصرة تدور حول موضوعات من قبیل: «تاریخ إیران القدیم»، و«اللغات الإیرانیة القدیمة»، و«فقه اللغة الإیرانی»، و«قواعد اللغة الفارسیة»، و«تاریخ الأدیان الإیرانیة»، و«المخطوطات الفارسیة»، وكذلك «آثار الشعراء الإیرانیین». كما قدموا ترجمات باللغة الإیطالیة للآثار والكتابات الإیرانیة القدیمة وأحیاناً الجدیدة، من بینها ترجمة گلستان لسعدی الشیرازی، والمقالات الأربع لنظامی عروضی، وسیاستنامه للخواجه نظام الملك.

تطورت الدراسات حول إیران الإسلامیة بفضل جهود الساندرو بایوزانی خلال عقدی الخمسینیات والستینیات من القرن العشرین فی مؤسسة نابولی للدراسات الشرقیة، وبعد انتقاله إلى جامعة روما سنة 1971 م تواصلت سیاقات الدراسات الإیرانیة فی العاصمة الإیطالیة هذه المرة. وفی الوقت الحاضر فإن اللغة والآداب الفارسیة تدرس فی هذه الجامعة.

فی الوقت الراهن تناقش موضوعات الدراسات الإیرانیة فی إیطالیا فی مؤسسة نابولی للدراسات الشرقیة، وفی لاسابینزا بروما، وفی جامعات بولونیا، والبندقیة، ومیلان، وبیزا، وتورینو.

فی أمریكا

لقد كان السیاح والرحالة وكتّاب الرحلات والتجار والمبشرون من العناصر الذین عرّفوا إیران بكتاباتهم للعالم، فأسّسوا بذلك لنشاطات وبحوث فی مجال الدراسات الإیرانیة فی بلدانهم. وإن نظرة لسوابق العلاقات بین إیران وأمریكا تشیر إلى أن هذا البلد كان له قبل بدایة العلاقات الرسمیة بین البلدین علاقات غیر رسمیة، وغیر سیاسیة على الخصوص. كان للمبشرین الدینیین والطبیین الأمریكان قبل انطلاق العلاقات الرسمیة بین إیران وأمریكا دور رائد فی إقامة علاقات مع إیران والتعرف على هذا البلد، وقد قاموا بنشاطات فی إیران من قبیل تأسیس مطبعة ومراكز تعلیمیة ومدارس لیلیة ومستشفیات وكلیات. أول الأمریكیین الذین جاءوا إلى إیران كانوا إثنین من القساومة اسمهما دوایت (Dwight) وأسمیث (Smiht) دخلا آذربیجان سنة 1829 م ونشرا مذكراتهما بعد عودتهما إلى أمریكا. إثر تردد المبشرین ونشاطاتهم المكثفة فی المدن الإیرانیة المختلفة، أسس القساوسة البرزبیتریین فی سنة 1840 م أول مطبعة خاصة بالأمریكیین فی إیران وراحوا یطبعون وینشرون الصحف فیها. وفی سنة 1875 م تأسّست الكلیة الأمریكیة فی طهران، وتأسّس مثل هذا المركز الثقافی فی السنین اللاحقة فی مدن إیرانیة أخرى.

انطلقت العلاقات الرسمیة الإیرانیة مع بلد أمریكا فی فترة حكم الملك القاجاری ناصر الدین شاه، وفی زمن رئاسة المصلح المعروف رئیس الوزراء المیرزا تقی خان أمیر كبیر. وتبعاً لبدء العلاقات السیاسیة بین إیران وأمریكا ازدادت نشاطات الأمریكیین فی التعرف على إیران ضمن إطار الدراسات الإیرانیة.

بقی سفیر أمریكا الأول لدى إیران ساموئیل غرین ویلر بنجامین (Benjamin) فی هذا المنصب قرابة سنتین، وكتب بعد عودته إلى الولایات المتحدة الأمریكیة مذكراته لفترة مكوثه فی إیران، وقد نشرت هذه المذكرات بدایة على شكل حلقات متتابعة فی الصحافة الأمریكیة آنذاك، وصدرت بعد ذلك على شكل كتاب بعنوان «إیران والإیرانیون». وفی هذا الكتاب الذی یشبه كتب الرحلات یقدم المؤلف توصیفاً للمدن والمناطق فی إیران خلال عهد ناصر الدین شاه ویصف كذلك الشعب الإیرانی وأوضاع البلاط، والواقع الدینی، و... .

عموماً، تبدو نظرات وآراء السیاح والرحالة الأمریكان إلى إیران لافتة وجدیرة بالتأمل، بحیث یتسنى اعتبار هذه الجماعة أول علماء الإیرانیات الأمریكیین. ومن جملة كتب الرحلات هذه یمكن الإشارة إلى رحلة الدكتور ویشارد (Wishard) تحت عنوان «عشرون سنة فی إیران»، ورحلة «صور من إیران» التی تضم بین دفتیها مذكرات ویومیات غرترود بل (Gertrude Bell) أثناء رحلته إلى إیران، ورحلة جكسون (Jackson) تحت عنوان «إیران فی الماضی والحاضر»، وكتاب «مأموریات الأمریكان فی إیران» وهو مذكرات الدكتور میلسپو (Millspaugh) الذی عمل فی إیران كرئیس عام للمالیة من سنة 1922 إلى 1927 م.

كانت الدراسات الإیرانیة والبحوث المتعلقة بإیران فی الولایات المتحدة الأمریكیة قبل الحرب العالمیة الثانیة مقتصرة على بضعة جامعات وتركز غالباً على الدراسات الدینیة. وبعد الحرب العالمیة الثانیة أبدى الأمریكان اهتماماً كبیراً بالدراسات الإیرانیة. وتدل متابعة مسار الدراسات الإیرانیة فی أمریكا دلالة واضحة على أن هذا البلد شأنه شأن البلدان الأوربیة خاض فی الدراسات الإیرانیة لأهداف معینة وبنظرة خاصة، وأوجد مدرسة خاصة به فی هذا المضمار. والواقع أن الدراسات الإیرانیة فی أمریكا تكوّنت بشكل بارز فی عقد الستینیات من القرن العشرین بناء على احتیاجات وزارة الخارجیة والجیش فی أمریكا.

بدأت الدراسات الجادة حول إیران، وتدریس اللغة الفارسیة تبعاً لها، فی أمریكا منذ سنة 1958 م، ففی هذه السنة صادق الكونغرس الأمریكی على لائحة خصص بموجبها میزانیة من قبل الحكومة الأمریكیة للدراسات الشرقیة وخصوصاً الدراسات الإیرانیة، الأمر الذی أدى إلى اتساع وتسارع الدراسات الشرقیة والإیرانیة فی الولایات المتحدة الأمریكیة. منذ ذلك الحین فصاعداً ازداد عدد المرتبطین الأمریكیین بالدراسات الإیرانیة بشكل مباشر أو غیر مباشر زیادة كبیرة خلال فترة زمنیة قصیرة. وكان لهجرة عدد كبیر من الباحثین والأساتذة الإیرانیین إلى أمریكا ومشاركتهم فی المشاریع البحثیة والتعلیمیة الخاصة بالدراسات الشرقیة دور مهم فی تطویر وتنمیة الدراسات الإیرانیة فی أمریكا، بل إن هذه الهجرة غیّرت من منهج البحوث والدراسات المذكورة فی الولایات المتحدة. إن التطور السریع للدراسات الشرقیة، والإیرانیة خصوصاً، فی أمریكا أفرز جیلاً جدیداً متعلماً من الباحثین فی شتى حقول الدراسات الإیرانیة حلّوا محلّ علماء الإیرانیات السابقین، وجعل من الولایات المتحدة الأمریكیة قطباً مهماً من أقطاب الدراسات الإیرانیة.

تزامناً مع نمو المعاهد وكراسی الدراسات الشرقیة فی أمریكا، أحرزت الدراسات الإیرانیة مكانتها فی الآثار والأعمال الكبرى والموسوعات المعتبرة، وهذا ما یدل على نشوء إرادة لمعرفة الشؤون والقضایا الإیرانیة. وفی هذا الإطار ظهر علماء إیرانیات كبار قدموا خدمات جلیلة لتطویر الدراسات الإیرانیة، یمكن الإشارة من بینهم إلى: آرتور پوپ، وریتشارد فرای، وجورج سارتن، وفیشل، وهارولد لمب، وبرنارد كایغر، وجاكوب إبت.

تركّزت دراسات علماء الإیرانیات الأمریكان فی القرن التاسع عشر غالباً على حقول أساسیة منها اللغة والآداب الفارسیة ودراسة الأبستاق (الأوستا)، وتاریخ إیران وثقافتها، وقد نشطت الكثیر من الجامعات الأمریكیة فی هذه المیادین. بالإضافة إلى هذه الحقول، تضمنت الدراسات الإیرانیة أیضاً مجالات مثل الجغرافیا والجیولوجیا وعلم الآثار والفن والعمارة وعلم الاجتماع وعلم الإنسان وفقه اللغة، والاقتصاد، والحقوق، والفلسفة، والدین.

و من الواضح أن هذه الجامعات والمؤسسات كان لها دور مهم فی إعداد علماء الإیرانیات الأمریكان وترشید إنجازاتهم. وتوجد فی أمریكا الآن جامعات وجمعیات ومؤسسات مختلفة ترغب فی الدراسة والبحث فی میدان اللغة الإیرانیة، وقد قامت بالكثیر من النشاطات فی هذا المضمار.

إن مراجعة مسار الدراسات الإیرانیة فی أمریكا یدلنا عموماً على أن هذا الحقل العلمی ومدارسه الموجودة فی أمریكا كان وریثاً للدراسات الإیرانیة فی أوربا، وقد كانت أمریكا خصوصاً بعد الحرب العالمیة الثانیة مستضیفة لعلماء الدراسات الشرقیة والإیرانیة من بلدان مختلفة فی العالم، وعلیه فقد أدى هذا المسار إلى انتقال مدارس وحقول الدراسات الإیرانیة الأوربیة إلى أمریكا. ویتاح القول إن الدراسات الإیرانیة فی أمریكا مزیج من المدارس الأوربیة المختلفة فی الدراسات الإیرانیة.

المصادر:

ــ یسلسون، إبراهام، تاریخ العلاقات السیاسیة بین إیران وأمریكا، ترجمة محمد باقر آرام، الطبعة الأولى، طهران، أمیر كبیر، 2004 م.

ــ موجانی، علی، دراسة العلاقات الإیرانیة - الأمریكیة، طهران، مؤسسة الطباعة والنشر فی وزارة الخارجیة، 1996 م.

ــ زرشناس، زهره، مدخل إلى علم الإیرانیات، طهران، مركز بحوث العلوم الإنسانیة والدراسات الثقافیة، 2012 م.

ــ شفا، شجاع الدین، عالم الدراسات الإیرانیة، المجلد الأول، طهران، المكتبة الملكیة، 1969 م.

ــ آقابابا دستجردی، رضا، دراسة نقدیة لعلم الإیرانیات فی أمریكا، مؤسسة الدراسات الإیرانیة، 2010 م.

جميع الحقوق محفوظة لموقع مؤسسة الدراسات الإيرانية 2016 م

العنوان: طهران، شارع الشيخ البهائي (الجنوبي)، شارع إيران شناسي، مدينة والفجر )

التصميم والتنفيذ: دائرة الحاسبات و تقنية المعلومات