حول مؤسسة الدراسات الإيرانية

بلد إيران بشهادة كل المطلعين والخبراء كان منذ القدم وإلى اليوم منبتاً ومجالاً لواحدة من أثرى وأعرق الحضارات في العالم، وبقي على مدى عدة آلاف من السنين من تاريخه في حالة تطور وتقدم واستقرار وشموخ. الآثار العديدة والمتألقة للحضارة والثقافة الإيرانية تتجلى بأشكال مختلفة في منطقة جغرافية واسعة، منطقة تمتد من المشرق إلى هضبة پامير والحدود الشرقية لأفغانستان، ومن الشمال الغربي والغرب إلى ما وراء القوقاز وسواحل البحر الأسود، ومن الشمال والشمال الشرقي إلى الجهة الأخرى من آمودريا وبحر خوارزم، ومن الجنوب إلى أراضي ما بعد سواحل الخليج الفارسي وبحر عمان والبحر الأحمر والمحيط الهندي. كما أن تأثيرات هذه الثقافة والحضارة التي اعتمدت دوماً على التوحيد وكذلك النفوذ الكبير والمقتدر والشهير للثقافة والرؤية الكونية لإيران الإسلامية على ثقافة ومعارف وعلوم الكثير من الأقوام والشعوب في العهود الماضية والحاضرة، كان نفوذاً وتأثيراً عميقاً وواسعاً وملحوظاً ويشار إليه بالبنان.

في ضوء ما مرّ يبدو من الضروري الإحاطة العلمية والتقنية الشاملة بكل واحد من التجليات المتنوعة لهذه الثقافة الغنية والحضارة الشهيرة وتوسيع حدود الوعي والاطلاع على هذا الصعيد خصوصاً في هذا الزمن حيث انتصار الثورة الإسلامية وما تحققه باستمرار من نجاحات متوالية. كما يلوح أن من المناسب جداً الانتفاع من تعاون العلماء والباحثين في كافة أنحاء العالم وإعادة قراءة وتدوين وتنظيم الدراسات والبحوث والمعلومات المتعلقة بالبلاد الإيرانية. أضف إلى ذلك أنه ينبغي توفير الإمكانيات اللازمة لاستفادة الطلبة الجامعيين والباحثين ليتعرفوا على المعلومات الموجودة، ودعم هذه الدراسات والبحوث، ومعرفة قدر جهود الباحثين الماضين والحاليين، وحراسة أصالة إيران الإسلامية الكبرى والهوية الثقافية والأخلاقية للمجتمع الإيراني الموحد الباحث عن الله على مدى التاريخ، وتمهيد الدرب لمشاركة الراغبين والمهتمين في تحقيق هذه الأهداف.

تأسست مؤسسة الدراسات الإيرانية بشخصيتها الحقوقية المستقلة في سنة 1997 م لتحقيق هذه الأهداف لتقطع بإذن الله العالم القدير وهمم ومساعي العلماء الواعين خطوات على هذا السبيل.